يُعاني العديد من الأطفال في مراحلهم العمرية الأولى من فقدان الشهية وعدم القدرة على تناول وجباتهم بشكل منتظم خلال اليوم. يُعتبر هذا الأمر مشكلة شائعة ويمكن تصنيفه كنوع من اضطرابات الأكل، والذي يؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال ومعدل نموهم وقدرتهم على التركيز.
يمكن أن يحدث فقدان الشهية لدى الأطفال في مختلف الأعمار، وقد أظهرت الأبحاث أنه يكون أكثر شيوعًا بين الفتيات. على سبيل المثال، يمكن أن يبدأ فقدان الشهية عند الأطفال ما بين سن ستة أشهر وثلاث سنوات.
ويتميز هذا الاضطراب برفض الأطفال لتناول الطعام، مما يؤدي إلى تأخر النمو وفشله. تتطلب هذه المشكلة العناية والتفهم الكبير من الأهل والمختصين في الصحة النفسية والتغذية لمساعدة الأطفال على التغلب عليها.
ضعف الشهية لدى الأطفال قد يكون مصدر قلق كبير للآباء والأمهات، حيث يمكن أن يؤثر على نمو وتطور الطفل وصحته العامة. يعد فهم أسباب ضعف الشهية وكيفية التعامل معه أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة وسلامة الطفل. في هذا المقال، سنتناول أسباب ضعف الشهية لدى الأطفال وكيفية التشخيص والعلاج المناسب.
ما هي أعراض فقدان الشهية عند الأطفال ؟
الكشف المبكر والوقاية عوامل بالغة الأهمية في علاج فقدان الشهية عند الأطفال. تتسم معظم الأعراض الأولية لاضطرابات الأكل بالخفاء والعدم وضوح، ونادرًا ما يركز على الأطفال من ناحية وزنهم ومظهر أجسامهم كمصدر للاضطرابات الغذائية.
إقرأ أيضا:علاج عرق النسايعتمد الاكتشاف المبكر على مراقبة عناصر متعددة، منها السلوك الغذائي وتغيرات النمو والسلوك العام والتفاعل الاجتماعي. يلعب الأهل والمختصين دورًا حاسمًا في الكشف عن أية علامات مبكرة تشير إلى مشكلات في الأكل لدى الأطفال ومن ثم ضمان التدخل السريع لتجنب تفاقم المشكلة.
من بين العلامات المبكرة التي يمكن أن تظهر على الأطفال المصابين بالاضطرابات الغذائية ما يأتي:-
- القلق من الشعور بآلام في المعدة.
- رفض تذوق الطعام أو لمسه.
- نوبات الغضب والبكاء.
- تقلصات في الجهاز الهضمي.
- خوف من زيادة الوزن والسمنة.
- عدم القدرة على الحفاظ على وزن الجسم الطبيعي.
- زيادة الحركة البدنية.
- رفض الاعتراف بالجوع.
- الانطواء والاكتئاب وتجنب الاجتماعات.
إلى جانب هذه العلامات السلوكية، يمكن أن تظهر أعراض جسدية مرتبطة بفقدان الشهية وسوء التغذية، مثل:-
- جفاف البشرة الشديد.
- فقدان السوائل والمعادن الأساسية في الجسم.
- آلام في البطن والأمعاء.
- الإمساك.
- الخمول والإرهاق.
- الدوخة والتعب الشديد.
- الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).
- صعوبة التحمل لدرجات الحرارة الباردة.
- فقدان الوزن الزائد والهزال.
- اصفرار الجلد.
ما العلاقة بين فقدان الشهية عند الأطفال واضطرابات البلع ؟
يمكن أن يكون هناك اضطراب في البلع دون وجود مشكلات عضلية أو عصبية. عندما يمتنع الأطفال أو الرضّع عن تناول الطعام ويبتلعونه دون مضغه، أو عندما يرفضون الطعام بشكل عام، يمكن أن تكون هذه علامات اضطراب البلع.
إقرأ أيضا:البروبيوتيك : +7 فوائد لصحة المعدة والأمعاءإذا قام الطفل بحركات مثل رمي رأسه للخلف أثناء الرضاعة أو إذا قام بمضغ الطعام بسرعة دون مضغه جيدًا، أو إذا كان يظهر تفضيلًا لأنواع معينة من الأطعمة، فقد يشير ذلك إلى اضطراب في البلع.
لكن، يظل من المهم دائمًا تقييم الحالة بواسطة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، وقد يحتاج الطفل إلى استشارة مختص في النطق واللغة لتقديم العناية والدعم المناسبين.
فاتح شهية طبيعي للأطفال
بعض الأطعمة يمكن أن تكون مفيدة في تحفيز شهية الأطفال، من بينها:
الفواكه:-
الفواكه الحلوة مثل البطيخ والتوت والعنب والمانجو تعمل بمثابة فاتح شهية طبيعي للأطفال. يمكن تقديمها لهم كفواكه كاملة أو تحضيرها كسلطات فاكهة أو عصائر أو مثلجات.
الأطعمة القابلة للدهن-
الأطعمة القابلة للدهن مثل زبدة الفول السوداني والزبادي يمكن أن تشجع على تناول الطعام. يمكن مزجها مع البسكويت أو الخبز. الجبن أيضًا مصدر جيد للبروتين والدهون الصحية ويمكن تقديمه مع البسكويت أو الخبز.
العصائر:-
مزج الفواكه مع الزبادي والحليب والعسل أو محلي طبيعي آخر بكميات صغيرة يمكن أن يفتح شهية الأطفال. هذا المزيج غني بالعناصر الغذائية.
الحبوب الكاملة:-
استخدم الحبوب الكاملة مع الخبز أو المعكرونة لزيادة الألياف والعناصر الغذائية وتحفيز الشهية لدى الأطفال.
إقرأ أيضا:فاكهة البابايا وفوائدها واستخداماتهاالأطعمة الغنية بالبروتينات:-
تناول البروتينات يشعر بالشبع، لذا يمكن إضافتها إلى الوجبات. يمكن تقديم اللحوم الخالية من الدهون، الدجاج، السمك، البيض، أو الفاصوليا.
متى يصف الطبيب فاتح شهية للأطفال ؟
يوصف فاتح شهية للأطفال في عدة حالات من بينها الآتي:-
- نقص التغذية: في حالة انخفاض شهية الطفل مما يؤدي إلى سوء التغذية، يُمكن أن يُوصى بفاتح الشهية لزيادة الرغبة في تناول الأطعمة وتعويض العناصر الغذائية الهامة لتعزيز صحته.
- ضعف النمو: تُستخدم فواتح الشهية لتعزيز نمو الطفل، سواء كان ضعيفًا في النمو العضلي أو النمو بشكل عام. يمكن أن يشجع الطفل على تناول الأطعمة التي تزوده بالعناصر الغذائية اللازمة لتعزيز نموه بشكل سليم.
- بعض الحالات الصحية: قد يُوصف فاتح الشهية عندما يعاني الأطفال من حالات صحية مؤقتة أو مزمنة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على قدرتهم على تناول الطعام. هذا يساهم في تحفيز شهيتهم ودعم صحتهم العامة.
- الآثار الجانبية للأدوية: بعض الأدوية يمكن أن يكون لها آثار جانبية تتضمن تثبيط الشهية وفقدان الرغبة في تناول الطعام. يُمكن أن يتم استخدام فاتح الشهية للتعامل مع هذه الآثار الجانبية واستعادة القدرة على تناول الطعام.
أفضل فاتح شهية للأطفال بدون أضرار
لا يمكن للمكملات الغذائية أن تكون بديلاً عن النظام الغذائي الصحي. ينبغي دائمًا تناول الأطعمة الطبيعية كمصدر أساسي للعناصر الغذائية. إذا كان هناك حاجة لاستخدام المكملات الغذائية، يجب ذلك أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب أو خبير التغذية. هؤلاء المحترفين يمكنهم تقدير الاحتياجات الخاصة بالطفل وتقديم التوجيه بشأن الجرعة المناسبة والمدة الزمنية المناسبة لاستخدام المكملات الغذائية.
بعض المكملات الغذائية التي قد يوصي بها الطبيب للأطفال تشمل ما يأتي ذكره أدناه:-
- الفيتامينات: تساعد الفيتامينات في تأمين احتياجات الأطفال من العناصر الغذائية الأساسية وتعزز من صحتهم وشهيتهم للأكل. يجب اختيار المكمل والجرعة المناسبين لعمر الطفل بالتشاور مع الطبيب.
- أحماض أوميغا-3 الدهنية: ترتبط بتحسين الشهية والمزاج لدى الأطفال. تكون مفيدة خاصةً للأطفال الذين يعانون من نقص أحماض أوميغا-3.
- البروبيوتيك: تحتوي على بكتيريا مفيدة للأمعاء، مما يعزز عملية الهضم ويشجع على تناول الطعام.
- الزنك: يمكن أن يكون نقص الزنك أحد أسباب فقدان الشهية. يُنصح بالتشاور مع الطبيب للتحقق من مستويات الزنك وضبطها بما يساهم في تعزيز الشهية.
كيفية الوقاية من فقدان الشهية عند الأطفال
على الرغم من أنه لا يمكننا دائمًا منع كل الأسباب المحتملة لفقدان الشهية لدى الأطفال، إلا أن هناك عادات أسرية يمكن اتباعها لتعزيز ودعم تغذية الطفل بشكل إيجابي:-
- تعزيز مفهوم الصحة الداخلية: قدّم للطفل شرحًا وافيًا حول أهمية تغذية الجسم داخليًا أكثر من التركيز على المظهر الخارجي.
- التحدث بإيجابية: تجنب النقد الجسدي السلبي أمام الطفل وقدم له دعمًا ليكون واثقًا من مظهره.
- تجنب التركيز على الحميات الغذائية: لا تجعل الحميات الغذائية محورًا للحديث أمام الأطفال. بدلاً من ذلك، ركز على أهمية تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
- الأكل معًا: حاول جعل معظم وجبات الطعام أوقاتًا عائلية تشجيعًا لتناول الطعام.
- التواصل: قدم للطفل شرحًا وافيًا لأهمية التغذية وكيف يمكن أن تكون ممتعة ولذيذة. تشجيعه على المشاركة في تحضير وجباته يمكن أيضًا أن يكون مفيدًا.
أسباب ضعف الشهية لدى الأطفال:
- العوامل المرضية:
الأمراض المزمنة، مثل التهاب المعدة والأمعاء، التهاب الحلق، والعدوى الفيروسية، يمكن أن تؤثر على شهية الطفل. - التسنين:
في فترات التسنين، يمكن أن يصاب الطفل بتهيج في اللثة مما يجعله يشعر بعدم الرغبة في الأكل. - التعب والإرهاق:
قد يؤثر التعب وعدم الراحة على شهية الطفل ويجعله يكون غير مستعد لتناول الطعام. - التغذية الغير مناسبة:
نمط التغذية الغير صحي أو قليل القيمة الغذائية يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشهية. - التوتر والقلق:
الأوضاع النفسية مثل التوتر العائلي أو تغييرات مهمة في حياة الطفل يمكن أن تؤثر على شهيته. - الحساسية الغذائية:
الحساسية لبعض الأطعمة قد تؤدي إلى عدم رغبة الطفل في تناولها.
التشخيص والعلاج:
- التشخيص:
قبل البدء في أي علاج، يجب استشارة طبيب الأطفال لتقييم حالة الطفل واستبعاد أي أسباب مرضية. يمكن أن يطلب الطبيب تحاليل دمية أو فحوصات إضافية لتحديد السبب المحدد لضعف الشهية. - تقديم تغذية متوازنة:
ضمن إشراف طبي، يجب تقديم تغذية متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية. يجب تضمين الفواكه والخضروات والبروتين والحبوب في وجبات الطفل. - توفير بيئة إيجابية للوجبات:
يجب أن تكون جلسات تناول الطعام ممتعة ومريحة للطفل. تجنب الضغوط والتوتر أثناء الوجبات. - زيادة الوجبات الصغيرة:
بدلاً من تناول وجبات كبيرة، حاول تقديم وجبات صغيرة ومتكررة طوال اليوم. - تجنب الحلويات والمشروبات الغازية:
قلل من تناول الحلويات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة. - الاهتمام بالتغذية المحسنة:
يمكن أن تساعد مكملات الفيتامينات والمعادن في تحسين الشهية إذا كان هناك نقص في العناصر الغذائية. - الاستشارة النفسية:
في حالات التوتر أو القلق النفسي، يمكن أن تساعد جلسات الاستشارة النفسية للطفل على التحسن.