كطبيب متخصص في علاج العقم وأطفال الأنابيب، شهدت على مدى سنوات عديدة الآمال والمخاوف التي تنتاب الأزواج الذين يسعون جاهدين لتحقيق حلم الإنجاب. من بين التقنيات العديدة التي نستخدمها في عيادتنا، تعد عملية الحقن المجهري واحدة من أكثر الإجراءات تقدمًا وفعالية في علاج حالات العقم المستعصية.
دعوني أشارككم تجربتي وملاحظاتي حول هذا الإجراء، والتي غالبًا ما تكون بمثابة شعاع أمل للأزواج الذين استنفدوا كل الخيارات الأخرى.
الحقن المجهري
عندما يأتي إلينا زوجان يعانيان من صعوبات في الإنجاب، نبدأ دائمًا بإجراء فحوصات شاملة لتحديد سبب المشكلة، في كثير من الأحيان، نجد أن الحقن المجهري هو الخيار الأمثل، خاصة في حالات ضعف الحيوانات المنوية أو قلة عددها، أو عندما تكون هناك مشاكل في البويضات.
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن مستشفى بداية تضم أفضل طاقم طبي، وكذلك أحدث المختبرات لتطبيق الإجراء، مع أعلى نسبة نجاح وبأسعار تنافسية، ولكن دعونا نتعرف سويًا على المراحل التي تمر بها الأم أثناء هذا الإجراء الطبي..
مراحل عملية الحقن المجهري
- تحفيز المبايض: نبدأ بإعطاء الزوجة أدوية لتحفيز المبايض لإنتاج بويضات متعددة. خلال هذه المرحلة، نراقب نمو البويضات عن كثب باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- سحب البويضات: عندما تصل البويضات إلى النضج المناسب، نقوم بإجراء عملية بسيطة لسحبها، أتذكر دائمًا نظرة الأمل في عيون الزوجة عندما أخبرها بعدد البويضات التي تم جمعها.
- تحضير الحيوانات المنوية: في الوقت نفسه، نقوم بتحضير عينة من الحيوانات المنوية من الزوج، ونختار أفضلها للحقن.
- الحقن المجهري: هذه هي المرحلة الحاسمة. باستخدام مجهر دقيق وأدوات متخصصة، نقوم بحقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل كل بويضة. إنها لحظة سحرية حقًا، وغالبًا ما أشعر بالإثارة كما لو كانت المرة الأولى التي أقوم فيها بهذا الإجراء.
- زراعة الأجنة: بعد الحقن، نراقب البويضات الملقحة لمدة 3-5 أيام لنتأكد من نموها بشكل سليم. ثم نقوم بزراعة الأجنة الأكثر جودة في رحم الأم.
- انتظار النتيجة: هذه هي الفترة الأكثر توترًا للزوجين. بعد أسبوعين، نجري اختبار الحمل. أتذكر جيدًا الفرحة الغامرة التي تملأ المكان عندما نحصل على نتيجة إيجابية.
نسبة نجاح عملية الحقن المجهري
بالطبع، ليست كل محاولة تنجح من المرة الأولى، أحيانًا نضطر لتكرار العملية عدة مرات. لكن ما يدهشني دائمًا هو قوة وصمود الأزواج الذين يمرون بهذه التجربة.
إقرأ أيضا:كيفية حساب مدة الحملفي إحدى الحالات، فشلت المحاولة الأولى والثانية، لكن الزوجين لم يفقدا الأمل، في المحاولة الثالثة، نجحنا أخيرًا. عندما رأيت دموع الفرح في أعينهما وهما يسمعان نبضات قلب جنينهما لأول مرة، شعرت بأن كل الجهد والتعب كان يستحق العناء.
في الختام، لابد أن أشير إلى أن هذا الإجراء هو بمثابة رحلة مليئة بالتحديات والآمال، كطبيب، أشعر بالامتياز لكوني جزءًا من هذه الرحلة مع مرضاي. إنها ليست مجرد إجراء طبي، بل هي رحلة إنسانية تجمع بين العلم والعاطفة، وتحول الأحلام إلى حقيقة.
إقرأ أيضا:تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيللكل الأزواج الذين يمرون بهذه التجربة، أقول لهم: تحلوا بالأمل والصبر.
فمع التقدم المستمر في مجال الطب، نحن نقترب يومًا بعد يوم من جعل حلم الأبوة والأمومة حقيقة لكل من يرغب فيه.