في عالم الصحة والتغذية، تظهر دائمًا مركبات طبيعية تتألق بفوائد صحية مذهلة. واحدة من هذه المركبات الرائعة هي “الكركمين”، والذي يأتينا كجزء من نبات الكركم. يمتلك الكركمين سجلاً طويلًا من الاستخدام، سواء في الطب التقليدي أو في المأكولات اللذيذة. ليست مجرد توابل تُضاف إلى الأطعمة لإضفاء النكهة، بل تحمل معها قصصًا قديمة عن فوائدها الصحية. معروف بلونه الأصفر الزاهي. ويعتبر جزءًا أساسيًا من جذور نبات الكركم.
ما هو الكركمين ؟
الـCurcumin هو المكون النشط / الفعال الرئيسي في نبات الكركم، والذي يعد واحدًا من التوابل الأكثر شيوعًا واستخدامًا حول العالم. يُعتبر الكركم منكهًا رائعًا للأطعمة، ولكن ليس هذا أجمل ما فيه. يحمل الكركم أيضًا مكونه النشط / الفعال، الـCurcumin، الذي يعتبر مسؤولًا عن فوائد صحية عديدة يمكن أن يقدمها للإنسان.
للكركم لون زاهي (اللون الأصفر) يمكن أن يضيف لمسة بصرية جميلة للأطباق، وهذا اللون يرتبط بشكل أساسي بمادة الـCurcumin. ورغم أن مذاقه يمزج بين الدفء والمرارة، إلا أن فوائد الـCurcumin تضفي عليه لمسة لذيذة من الصحة.
يُعرف استخدام الكركم منذ آلاف السنين في الغذاء والطب الشعبي، لكنه لم يتم دراسته بجدية إلا في العقود الأخيرة. وبفضل البحوث العلمية الحديثة، تبين أن مادة الـCurcumin التي يحتوي عليها الكركم لها فوائد صحية محتملة مدهشة. تشمل هذه الفوائد الخواص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الأخرى التي تسهم في تعزيز الصحة بطريقة مذهلة.
إقرأ أيضا:اشواغاندا – الفوائد والاستخدامات وافضل المكملاتما الفرق بين الكركم والكركمين ؟
- الكركمين: هو المركب الأصفر الذي يتواجد بشكل أساسي في جذور الكركم، وهو المسؤول عن اللون الأصفر الزاهي الذي يميز الكركم. يُعتبر الـCurcumin مكملًا طبيعيًا ذا فوائد متعددة وكان يستخدم في الطب التقليدي لعدة قرون.
- الكركم: هو نوع من التوابل يستخرج من جذور نبات ينتمي إلى عائلة الزنجبيل. يُستخدم الكركم على نطاق واسع في الهند ومناطق أخرى لتحسين نكهة الطعام وإضافة لون طبيعي. يحتوي الكركم على مجموعة متنوعة من المركبات الفعالة بما في ذلك الـCurcumin والميثوكسيكوركومين وغيرها.
قد يهمك أيضًا: زيت كبد الحوت وما يحتويه من فيتامينات وأحماض دهنية هامة لصحة الجسم
ما هي مصادر الكركمين ؟
مصادر الـCurcumin تشمل مجموعة متنوعة من أنواع الكركم، وأهم هذه المصادر هي:-
- الكركم لونج (Curcuma longa): يُعتبر الكركم لونج من أفضل مصادر الـCurcumin الطبيعي، حيث يحتوي على نسبة تقدر بحوالي 3.14% من إجمالي وزنه.
- الكركم أمادا (Curcuma amada): يُعرف أيضًا باسم “مانجو جنجر” نظرًا لنكهته الشبيهة بنكهة المانجو. ينتمي إلى عائلة الزنجبيل ويُعتبر مصدرًا ممتازًا لـ الـCurcumin.
هذه المصادر تحتوي على مستويات مختلفة من الـCurcumin وتستخدم في صناعة مكملات الكركمين للاستفادة من فوائدها الصحية المحتملة.
إقرأ أيضا:زيت الثوم – فوائد واستخدمات وشرح مفصلقد يهمك أيضًا: كبسولات زيت السمك ON FISH OIL SOFTGELS الفوائد والاستخدام
الكركمين والسرطان
أظهرت الأبحاث العلمية بعض الأدلة المبدئية حول فوائد الكركمين المحتملة في علاج ومنع بعض أنواع السرطان. ومن بين هذه الأدلة:-
- الوقاية من سرطان المعدة والجلد: أظهرت دراسة أن الـCurcumin يمكن أن يلعب دورًا في تقليل احتمالية الإصابة بسرطان المعدة وسرطان الجلد.
- تثبيط نمو الأورام السرطانية: أشارت دراسة أخرى إلى أن الـCurcumin قد يكون له تأثير مثبط على نمو خلايا الأورام السرطانية.
- تحفيز موت الخلايا السرطانية: أظهرت أبحاث أخرى أن الـCurcumin يمكن أن يساعد في تحفيز موت الخلايا السرطانية دون أن يؤثر سلبًا على الخلايا السليمة المجاورة.
- مقاومة بعض أنواع السرطان: هناك تقديرات أولية تشير إلى أن الـCurcumin قد يكون له دور في مقاومة سرطان الثدي وسرطان الأمعاء.
من الجدير بالذكر أن هذه الأدلة “مبدئية”، ولا تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد تأثير الـCurcumin في علاج أنواع معينة من السرطان. لذا، يبقى الأمر مفتوحًا للبحث والدراسة.
الكركمين والمفاصل
وفقًا لإحدى الدراسات، قد يظهر الـCurcumin فوائد محتملة للمرضى الذين يعانون من مرض الفصال العظمي، الذي يُعتبر نوعًا من أمراض التهاب المفاصل.
إقرأ أيضا:عسل المانوكا – فوائد وأضرار واستخداماتتبين من خلال هذه الدراسة أن إعطاء مجموعة من مرضى الفصال العظمي، الذين يعانون من مشكلات في مفصل الركبة، جرعة معينة من الـCurcumin يوميًّا لمدة شهر، قد أسفر عن تحسين في حالاتهم يُقارن ببعض العلاجات التقليدية المستخدمة لهذا المرض.
على الرغم من توصيات الباحثين بالنظر في إمكانية استخدام الـCurcumin كبديل محتمل لمرضى الفصال العظمي، إلا أنه يتعين أخذ هذه النتائج بحذر نظرًا لأن الأبحاث الحالية قد لا تكون كافية لاتخاذ قرار نهائي بهذا الصدد.
الكركمين والزهايمر
يُعَدّ الـCurcumin واحدًا من المركبات الهامة التي تظهر تأثيرات إيجابية على وظائف الدماغ، وقد يكون له دور في الوقاية من بعض الأمراض المتعلقة بالدماغ مثل الخرف ومرض الزهايمر.
هناك نتائج دراسات تشير إلى وجود ارتباط بين تناول مركب الـCurcumin وتعزيز نمو الخلايا العصبية، مما يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر مع تقدم العمر.
ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه المعلومات بعناية نظرًا لأنها تستند إلى الأبحاث الحالية وتحتاج إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحتها ومن ثم الاستدلال النهائي بشأن فوائد الـCurcumin في هذا السياق.
الكركمين والقلب
أظهر الـCurcumin فوائد لكل من القلب والجهاز الدوراني شملت الآتي:-
- الوقاية من تكوين الخثرات الدموية: يُظهر الـCurcumin إمكانية المساهمة في منع التصاق صفائح الدم ببعضها البعض، مما يقلل من احتمالية تكوُّن الخثرات الدموية.
- الحفاظ على صحة القلب: يمكن أن يساهم الـCurcumin في تقليل مستويات الكولسترول الضار وزيادة مستويات الكولسترول الجيد في الجسم، مما يمكن أن يُسهم في الوقاية من العديد من الأمراض المرتبطة بالقلب، مثل مرض تصلب الشرايين.
قد يهمك أيضًا: عشبة جيمنيما المقاومة للسكري – الفوائد والاستخدامات
الكركمين والصحة النفسية
أيضًا، هناك بعض الفوائد المحتملة للكركمين على الجهاز العصبي والصحة النفسية تشمل الآتي:-
- الحد من أعراض من الاكتئاب: أشارت إحدى الدراسات إلى أن الـCurcumin يحتوي على خصائص مضادة للاكتئاب، وتشير الأدلة الأولية إلى أنه قد يكون له تأثير مشابه لبعض مضادات الاكتئاب المعروفة مثل الفلوكستين.
- تحسين المزاج: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن استهلاك الـCurcumin يمكن أن يسهم في تحسين المزاج والشعور بالرضا العام.
- دعم الصحة العقلية: أفادت بعض الدراسات بأن الـCurcumin قد يساعد في دعم الصحة العقلية عن طريق تقليل مستويات التوتر وزيادة الهدوء والاسترخاء.
- مكافحة التوتر والقلق: يُعتقد أن الـCurcumin يمكن أن يلعب دورًا في تقليل مستويات التوتر والقلق في بعض الحالات.
- تعزيز الذاكرة ووظائف الدماغ: تشير دراسات أخرى إلى أن الـCurcumin قد يُحسن من الذاكرة ووظائف الدماغ، مما يجعله موضوع اهتمام للبحث في مجال صحة الدماغ.
مع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الفوائد تحتاج إلى دراسات إضافية للتحقق من صحتها وفعاليتها، ولا يجب استخدام الـCurcumin كبديل للعلاجات الطبية المعترف بها لمشاكل الصحة النفسية دون استشارة الطبيب.
الكركمين والبشرة
- تعزيز عملية التئام الجروح: يُعتقد أن الكركمين يمكن أن يساعد في تسريع عملية تعافي الجروح وشفاء الجلد.
- مكافحة علامات الشيخوخة: تظهر بعض الدراسات أن الكركمين يمكن أن يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة التي تظهر على البشرة، مثل التجاعيد والتصبغات.
الكركمين والتخسيس .. كيف يساعد في حرق الدهون ؟
- تقليل مستويات الالتهاب: الكركم يحتوي على مادة الكركمين التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. يُظهر البحث أن تناول الكركم يمكن أن يساهم في تقليل مستويات الالتهاب في الجسم، مما يخفض خطر الإصابة بالسمنة المفرطة.
- ضبط ضغط الدم ومستويات الكوليسترول: يلعب الكركم دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم. هذا يُساعد في تحسين عملية التمثيل الغذائي ويُسهم في تقليل الوزن الزائد.
- زيادة إنتاج عصارة المعدة: تناول الكركم يمكن أن يزيد من إنتاج عصارة المعدة، والتي لها دور في هضم الطعام وتفتيت الدهون. يعزز ذلك من الهضم السليم ويسهم في عملية التمثيل الغذائي.
بالإضافة إلى ما سبق، تجدر الإشارة إلى أن الاستفادة من الكركم يجب أن تتم جنبًا إلى جنب مع نمط حياة صحي وتغذية متوازنة لتحقيق أقصى استفادة من فوائده في خسارة الوزن.
وفيما يتعلق بطرق الحصول على فوائد الكركمين في هذا الصدد، يشمل ذلك الآتي:-
منقوع الكركم المغلي
يمكن الحصول على فوائد الكركم للتنحيف من خلال تحضير منقوع الكركم المغلي. يمكنك القيام بذلك عبر الخطوات التالية:-
- قبل كل شيء، يجب عليك غلي كوب (أو كوبين) من الماء.
- أضف ملعقة من الكركم المطحون إلى الماء المغلي واتركه جانبًا لعدة دقائق.
- تجنب استخدام السكر في تحلية منقوع الكركم واستبدله بملعقة صغيرة من عسل النحل.
ملحوظة: تستطيع إضافة القرفة لتعزيز قدرة المشروب على حرق دهون الجسم.
إضافة الكركم إلى الأطعمة
يمكنك أيضًا الاستفادة من فوائد الكركم للتنحيف عن طريق إضافته إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الأرز والبطاطس.
شرب الحليب الذهبي
- يُعتبر الحليب الذهبي خيارًا ممتازًا للاستفادة من فوائد الكركم.
- يمكنك تحضيره بإضافة ملعقة صغيرة من الكركم المطحون إلى كوب من اللبن وشربه.
استخدم هذه الطرق كجزء من نظامك الغذائي، وتذكر أن تتبع نمط حياة صحي ومتوازن لتحقيق أفضل النتائج في عملية التنحيف.
الكركمين مضاد للجراثيم والفطريات
يُظهر الكركمين فعالية في تقليل فرصة الإصابة بالأمراض والالتهابات التي يمكن أن تنجم عن التعرض للجراثيم والفطريات. يُعزى ذلك إلى قدرته على مكافحة أغشية الخلايا الفطرية ومن ثم تثبيط نموها.
قد يهمك أيضًا: القسط الهندي الفوائد والاستخدامات وهل له اضرار
ما هي أضرار الكركمين ؟ تحذيرات واحتياطات بشأن الكركمين
- الإفراط في تناول الكركم الغني بالكركمين يمكن أن يسبب مضاعفات صحية مثل الإسهال، والصداع، والغثيان، وعدم انتظام نبض القلب.
- يُحذر من استخدام مكملات الكركمين الغذائية التي قد لا تكون آمنة دومًا، ويُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل غذائي.
- قد يصعب على الجسم امتصاص الكركمين بشكل فعال، ولذا يتطلب الأمر بحثًا مستمرًا لتحسين طرق امتصاصه.
- الكركم لا يعد علاجًا بديلًا للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ويجب استخدامه بعناية إضافةً إلى العلاجات الأخرى بعد استشارة الطبيب.
- الجرعة الدوائية الآمنة من الكركمين لا تزال تحت البحث، ومن المهم استشارة الخبراء قبل تناول جرعات عالية منه.
قد يهمك أيضًا: الخلاصة فى القهوة الخضراء GREEN COFFEE وفوائدها
خاتمة
في الختام، نجد أن الكركمين، هذا المركب الطبيعي الذي ينبعث من جذور الكركم، يشكل إضافة مميزة تحقق العديد من الفوائد الصحية. فالفوائد المحتملة التي يمكن أن يقدمها تشمل العديد من جوانب الصحة، بدءًا من دعم للوظائف الحيوية في الجسم وانتهاءً بمساهمته في التقليل من بعض المشكلات الصحية. لكن، وعلى الرغم من أن هذا المركب يبدو واعدًا، إلا أنه يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف الطبيب في بعض الحالات، وعدم الاعتماد عليه بديلًا للعلاجات الطبية المعترف بها.